«الغارديان»: التقشف يفاقم الفقر والمعاناة الإنسانية في الأرجنتين

وسط جدل حول سياسة الرئيس ميلي

«الغارديان»: التقشف يفاقم الفقر والمعاناة الإنسانية في الأرجنتين
مناطق فقيرة في الأرجنتين (أرشيفية)

تعاني الأسر الفقيرة في بوينس آيرس من تداعيات اقتصادية كارثية، في ظل سياسات تقشف قاسية فرضها الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، إذ تفاقمت معدلات الفقر لتصل إلى مستويات غير مسبوقة خلال العقدين الماضيين.

وتعكس مشاهد الأطفال في طوابير الطعام والأسر التي تعيش على وجبة واحدة يوميًا واقعًا مأساويًا يتزايد تحت وطأة الإجراءات الاقتصادية الجديدة.

وذكرت صحيفة «الغارديان» في تقرير لها، اليوم الأربعاء، أنه منذ توليه السلطة، أطلق الرئيس خافيير ميلي حملة اقتصادية تحمل شعار "المنشار"، بهدف خفض الإنفاق العام وتحقيق توازن مالي.

ورغم إشادة حلفائه بتلك "القرارات الجريئة"، فإن الواقع الاجتماعي في الأرجنتين يتدهور بوتيرة مقلقة، وتشير الإحصاءات إلى أن 53% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، بينما يعاني 18% من فقر مدقع.

أصوات من قلب الأزمة

تقول ليلى جوميز، وهي مسنة تعيش في حي فقير: "لقد اضطررت إلى تقليص عدد وجباتي، وأصبح شراء اللحوم أمرًا مستحيلًا"، أما جيسيكا توكوماس، أم لثلاثة أطفال، فتشكو من أن زوجها لم يعد يجد عملًا في قطاع البناء بسبب توقف المشاريع العامة.

وفي لا كارولينا، إحدى أفقر مناطق بوينس آيرس، تؤكد مارسيلا بيريرا أن أطفالها يعتمدون على المدارس للحصول على الطعام، بعد أن فقدت عملها في بيع الحلويات بسبب ضعف الإقبال.

نجاحات على حساب الفقراء

على الرغم من أن الحكومة تمكنت من خفض معدل التضخم بشكل ملحوظ، ورفع قيمة عملة البيزو، فإن هذه الإنجازات الاقتصادية لم تصل آثارها الإيجابية إلى الفئات الأكثر احتياجًا، ويواجه سكان المناطق الفقيرة ارتفاعًا هائلًا في تكاليف المعيشة مع غياب الدعم الحكومي.

نورما كانيبا، التي تدير مطبخًا شعبيًا، تصف الوضع بقولها: “نحن الآن نطهو بالحطب لتلبية الطلب المتزايد على الطعام، بينما يختبئ الآباء من العار لأنهم لا يستطيعون إطعام أطفالهم”.

تحديات مستمرة

مع ارتفاع معدلات الفقر في الأرجنتين، وزيادة الاعتماد على المساعدات المجتمعية، تتزايد الانتقادات الموجهة إلى الرئيس ميلي، ورغم الدعم الشعبي الذي لا يزال يحظى به، فإن أصوات المعارضة تزداد حدة، وعلى جدران مدينة لا كارولينا، كتب الناشطون: "ارفعوا منشاركم عن حقوقنا".

وفيما تسعى الحكومة إلى المضي قدمًا في برنامج "المنشار العميق"، يبقى التساؤل الأكبر: كيف ستوازن الأرجنتين بين تحقيق أهدافها الاقتصادية وتخفيف المعاناة عن الفئات الأكثر تضررًا؟



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية